وطني مسافر ..


اتسكع وحيداً في ظلمة ليلي ..
في قرية مسكونه إلا من الماره
لا قمر يضيء ولا نجوم تهدي
هدوء مسكوب من عالي السماء في كل مكان
لا نفراً يتحدث ولا جدران تهمس
هي طقطقة نعالي فقط من تحدث الضجة
ًفي آخر الزقاق الضيقه عجوز متكئ على عصاته التي تفوقه عمراً ..
وقد بان بياض شيب لحيته الذي على مايبدوا انه وجد في وجه الغجري سكنه
هو من دون شك حارس القريه ،، ومن غيره وغيري يبحث عن الأمل في ضوء الشمس

ايها الحارس العجوز .. اعطني كلبك لأتعقب حزني ..
اعرني مصباحك لأبحث عن وطني
فلم يعد هذا وطني .. ولم تعد القرية سكني
وطني مسافر .. وطني وحيداً في الغربه
وطني في بلاد الشام .. بعيداً بعيداً هناك
اعرني عصاتك الخشبيه المتهالكه فـ هي بلا شك تعرف الأسفار والأماكن وستأخذني إلى وطني ..

بربك ايها العجوز اخبرني ..
كيف لي ان اعيش بلا وطن !!
كيف لي ان ابتسم وشفاهي يابسه كـ جفاف عصاتك !!
كيف لي ان ابصر وعيناي مسافرتان !!

ياجد ..
انا نبيا ينتظر الوحي ..
انا فقيراً يسأل وينتظر العطاء ..
انا صحراء تنتظر المطر ..

ياجد ..
انا عبد يبحث عن آلهة الجمال ..
عبد يشتاق الصلاة بين قبتاها ..
عبد يشتاق التراتيل في حضرتها ..
انا عبد يشتاق تقبيل قبلته ..

تحدث العجوز بعد ان لمعت عيناه بما فيها وبصوت يملئه غبرت الزمان ..
! يا بني هل تعلم اني في كل مساء ارى القمر بدراً...
اراه في قلب السماء كلما نظرت اليها ليقيني اني سأراه وليقيني انه لن يتركني
القرية بمأمن في عين القمر يابني ..

بت انظر الى السماء من بين اصابعي ..
هكذا هو شعرها الاسود الصفصاف ينساب بين اصابعي حين امشط شعرها
هكذا هي ضفائرها الطويلة اللؤلؤيه تترائى لي في النجوم
عيناها السماء
ووسع عينيها الفضاء

صوتي يمزق صمت الليل " اشتاقك جدا " و " احبك رغم البعد "
وصدى الصوت يتناقل بين الجدران
هي تهمس الان ،، او ربما تقيم مأتماً علي .


Done by : ME
2.8.09


ليست هناك تعليقات: