التغيير ،، أم الإلتصاق بالعادات .

الرجل ،،

الرجل مجموعة مبادئ يُؤمن بها ..
أم مجموعة مبادئ اكسبها إياه مجتع لطالما كان أحد أبنائه .

مما لاشك فيه أن الصفات إيجابية كانت أو سلبية تختلف من رجل لآخر سواء بإختلاف المجتمعات او لطبيعته ، وإن كانت هناك قليلاٌ من الصفات التي تجمع كل الرجال .

ربما جميع النساء العربيات يتفقن بأن الرجال الشرقيون كلهم متشابهون ، والحديث هنا بلا شك عن سلبياته التي لطالما كانت محور حديث مجالسهن حتى بات مسمى " الرجل الشرقي " اقرب مايكون الى شتيمه .

ستتحدث الواحدة منهن متفاخرة بمدى رقة زوجها وستجيب الاخرى معبرة عن مدى كرم زوجها وربما الاخرى ستتحدث عن وسامته ،
لكن نهاية هذا الحديث ستكون تراجيدية بالنسبة لهن وسيكون الخطاب الأخير مليئ بآهات وحسرات والتوصيات الأخيرة مليئة بالحذر من الرجال ، ويكون الإجماع على أن الرجل والرجال الشرقيون خاصة تجمعهم ذات الطباع والصفات السلبيه .

الغيرة هي مثال لإحدى صفات الرجال عامة ولاتختلف غيرة الرجل الشرقي عنها عند الغربي إلا نسبياً نظراً لإختلاف الضوابط الإسلامية عن غيرها من المعتقدات وكذلك بسبب العادات والأعراف التي تحكم المجتمع الشرقي بدرجة كبيرة ، لذلك تبدو غيرة الرجل الشرقي مبالغ فيها بدرجة " غبية " احياناً بالنسبة للنساء ، ولذلك نرى أن نسائنا الشرقيات اكثر المشتكين والمعانين منها .


التغيير بوجود الأعراف والتقاليد ،،

الأعراف والتقاليد هي في الحقيقة ماتأرق عقول نسائنا وتكدر عيشهن وليست الضوابط الإسلامية ، وفي هذا من المعقول جداً التماس العذر لهن .
بتنا نحن الرجال الشرقيين نبدي إهتماما اكثر تجاه ماتمليه علينا أعراف مجتمعنا التي نتوارثها جيل بعد جيل مبتعدين او متناسين الأحكام الإسلامية التي تتيح للمرأة اكثر مايتيحه مجتمعنا اليوم .
من الممكن جداً القول ان الأعراف تحكم احياناً ، وليس في كل شيئ ، ولو كنا حقا نؤمن ونتبع هذا المبدئ لكانت نسائنا اكثر سعادة من حالهن الان ، لكن هذه المقولة عند اغلب الرجل " كلام جرائد "

الرجل الشرقي يعي تماما ان هناك من العادات والأعراف الإجتماعية ماهي مفروضة عليه منذ قديم الزمان ويصعب تخطيها ، والسبب ربما يكون عدم رغبته في إحداث تغيير يجعل منه مختلفا بطريقة لاتروق وسطه الذي عاش فيه ، وربما " لايحترم " مجتمعه ستكون الكلمة الموجهة إليه فيما بعد .
سبباً آخر يجعل الرجل متشبثاً بعاداته وتقاليده ولايجعل من التغيير خياراً لحساب المرأة ، انه يرى نفسه القائم والسيد على المرأة في جميع الأحوال ، وفي جميع الأحوال بعيداً عن التغيير ستكون حاجة المرأة للرجل مصدر قوته ، فكيف للرجل ان يتخلى او حتى يراهن على مصدر قوته لحساب المرأة .


التغيير على مستوى المجتمع ،،

في مجتمعنا السعودي دائماً ماتأتي الأفكار والخطط التقدمية متأخرة ، وتطبيقها بطيء وفي بعض الحالات نحتاج لخطة خماسية لتطبيق مشروع لايستغرق تطبيقه في دول اخرى اكثر من عامين على ابعد تقدير .

في السنوات القليلة الماضيه كان قيادة المرأة للسيارة هو المشروع والحديث الإجتماعي الأبرز .
قبل ٣٠ عاماً ربما تطبيق مشروع بهذا الحجم يستغرق سنوات من الدراسة ، وعلى الرغم من تعاقب السنين حتى العام ٢٠١٠ لم يتم تطبيق مثل هذا المشروع ، ولأننا فقط في اخر ركب الدول وربما الدولة الوحيدة في العالم التي لاتسمح للمرأة بقيادة السيارة بجانب افغانستان ولأن العالم بأسره بات ينظر الي هذا المجتمع بأنه منغلق على نفسه وبعيداً عن مايحدث في العالم الآخر جاء القرار بالبت في هذا الموضوع بجدية اكثر .
هذه النظرية ( الرغبة في التطوير أم حتمية التغيير) تحدث عنها الرئيس الأميريكي السابق بيل كلينتون حين قال : إن لم تتغير بنفسك وفق ثقافتك ، فحتماً ستتغير بفعل تأثير الآخر .
وعلى الرغم من تأخر تطبيق المشروع كثيراً الا انه حين طُرح للنقاش الإجتماعي لرؤية مدى تقبل المجتمع السعودي لمثل هذا الموضوع ، لاقى رفضا من قبل شريحة ليست بالقليلة ولأسباب مختلفه ، حيث يرى البعض ان قيادت المرأه للسيارة يتيح لها حرية اكبر في التنقل وقضاء حاجاتها بنفسها مما سيؤدي لإستغناء المرأه عن الرجل نسبيا والاعتماد على نفسها ، وهذا يسبب رهبة للرجل متناسيا أن العلاقة بين الرجل والمرأه اكبر بكثير من مجرد الحاجه للآخر ، وأن الحاجة لاتعتمد فقط على تلبية حاجات المرأّة التي تستطيع هي الحصول عليها بقيادتها للسياره .
مازال التحفظ هو العنوان الأبرز لهذا المجتمع حتى لو كان عائقاً أمام التقدم الذي يشهده العالم بعيداً عن مجتمعنا ، تحفظاً اعطى أبنائه الحق في التشريع .

لبرنامج ( إضاءات ) الذي يذاع بتقديم الإعلامي تركي الدخيل ، تحدث الباحث في العلوم الشرعية احمد بن باز وقال أن القضية في قيادة المرأة للسيارة قضية حقوقية ، الدين الإسلامي ضمن لها كما للرجل حق التملك والقيادة وغيرها من الحقوق ، ومايحصل من رفض عند بعض الناس هو في الحقيقة خوف من المرأة وليس عليها كما يُشاع .

من الأسباب التي تدعم صعوبة التغيير على مستوي الفرد او الجماعه ، هو المفهوم الخاطئ للقوامة عند بعض الرجال .
البعض يرى أنها قوامة قهر وتسلط وتعنت ، حتى اباح لنفسه مصادرة رأي المرأة ، يرى بعين الجاهلية ان على النساء ملازمة بيوتهن متناسياً مايدور حوله من تغيرات اصبحت المرأة فيه جزء هاماً في تكامل المجتمع وأن دورها اصبح اكبر واعقد من مجرد ملازمة بيتها .
عندما يعيش الرجل جل حياته بمفهوم يشبه هذا ، سيكون التغيير بمثابة التخلي عن بعض من سلطته للمرأة وهذا مالا يسمح به الرجل بسهولة .

في مجتمع أصبحت الأعراف والتقاليد بالنسبة له حكم السماء ..
في مجتمع أصبح مسمى العرف فيه يصدح قبل أي دعوة للتغيير لتبرير الرفض ..
أصبح التغيير معادلة صعبة .


Done by : ME
4.7.2010
.
.

ليست هناك تعليقات: